– موقع عدالة وتحرر
تم نقل 39 عاملةً في مصنع ملابس في الشونة الشمالية إلى المستشفى اليوم(1)، بعد إعادة فتح المصنع الّذي كانت قد تعرضت أكثر من 160 عاملةٍ فيه إلى حالات اختناقٍ (2) يوم الخميس الماضي، إثر قيام ادارة المصنع برشه بالمبيدات الحشرية خلال يوم العمل.
حجم الاستهتار بأرواح العاملات عبر السماح بإعادة فتح المصنع المخالف لقانون العمل، يبيّن مقدار محاباة الحكومة لرأس المال وإن كان الثمن تعريض حياة العاملات للخطر.
في تقريرٍ لموقع حبر حول الحادثة (3)، تقول إحدى العاملات: «لإنه إحنا طبقة فقيرة مستوطيين حيطنا. شو صار لو خلّونا نغادر موقع العمل قبل لنصل لهيك مرحلة؟ ما حدا مستغني عن حياته. لو محتاجين نموت يعني؟!». بالإضافة لكلام العاملة يظهر حجم الغبن الواقع على بقية زميلاتها، اللواتي تتقاضى معظمهنّ الحد الأدنى من الأجور، على الرغم من عملهنّ لستة أيامٍ في الأسبوع، كمثالٍ صارخٍ على تجبّر رأس المال واستغلاله لأوضاع العمال عمومًا، والعاملات الإناث خصوصًا، بمباركة السلطة، التي ما فتأت تنقذ هؤلاء الرأسماليين وشركاتهم ومصانعهم، عبر أموال ضرائبنا وضماننا الاجتماعي.
حادثة مصنع الشونة ليست الأولى -وبالتأكيد لن تكون الأخيرة- في ظل هذا النهج المحابي لأصحاب العمل و”المستثمرين” على حساب العمال الفقراء الضعفاء والكادحين، وليست حادثة انفجار صوامع العقبة منّا ببعيدةٍ، والتي تسببت بمقتل 7 عمالٍ، كنتيجةٍ لمنظومة حمايةٍ عماليةٍ غير موجودةٍ، وأكثر من ذلك نتيجةً لتخاذل الحكومة في القيام بدورها تجاه سنّ قوانين عمل توفّر بيئةً آمنةً ومستقرةً للعمال، بعيدًا عن الاستعراض بتوفير وظائف “مؤقتةٍ” لا تسمن ولا تغني من جوعٍ.
المراجع:
(1)
http://www.ammonnews.net/article/548935
(2)
https://alghad.com/?p=864370
(3)
https://www.7iber.com/…/%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%…/