– موقع عدالة وتحرر
أكبر النقابات المهنية في الأردن تدافع عن مصالح واحد من كبار المقاولين الذي تدور حوله شبهات فساد. نقابة المهندسين الأردنيين التي تفرز عادة أصحاب المصالح الكبرى والشركات في انتخاباتها، يأتي هؤلاء ويدافعون عن مصالح من هم من أبناء طبقتهم، على حساب عموم المهندسين الموظفين، وهذا ليس من واجباتها ولا من الأسس التي بنيت عليها النقابات.
فبدلًا من أن تدافع عن رواتب أعضائها التي تتآكل في القطاع الخاص، بدلًا من أن تلزم الشركات والمكاتب بالحد الأعلى من ساعات العمل التي ينص عليها قانون العمل، بدل أن تسعى لخلق وظائف تحد من البطالة في صفوف الأعضاء عبر حلول تعتمد فيها النقابة على ذاتها، ها هي تدافع عن واحد من كبار المقاولين لتتحول بذلك إلى ناطق رسمي باسم نقابة المقاولين! وكأنها بذلك تدافع عن مصالح متصدري المجلس الذين يشتركون مع المقاولين في الهم والمركز الطبقي، وآخر ما يهمهم وضع المهندس الأردني الذي يتراجع يومًا بعد يوم لأسباب كثيرة من بينها انسلاخ المجلس طبقيًا عن هيئته العامة، واشتراك الموظف الصغير مع رب عمله في نقابة واحدة في صورة تحاكي بيت المتنبي: فيك الخصام وأنت الخصم والحكم.
إن كان ثمة نقابة في الأردن فهي نقابة المعلمين، وما عدا ذلك ليس سوى شبكة مصالح على المنتسبين تفكيكها وإعادة تشكيلها بما يحقق الصالح العام وينبذ كل ما هو خاص وشخصي.