– موقع عدالة وتحرر
بعد اعتقال أعضاء مجلس نقابة المعلمين، تقوم السلطات باعتقالاتٍ متتاليةٍ لرؤساء فروع النقابة، التي كانت قد حلتها وفق وصفةٍ عرفيةٍ اعتاد الرعيل الحاكم الرجعي الأول اتباعها.
هنا لا مناص أمام المعلمين ولا أمام القوى الوطنية سوى الصمود خلف متاريس الحفاظ على النقابة “بما هي أحد آخر قلاع المقاومة”، ومنع النخبة الحاكمة “التحالف الطبقي الفاسد” من تدميرها، خصوصًا والنّظام السياسي وأداته -حكومة الرزاز الفاشية- ينزعان القناع عن وجههم المتوحّش، الذي يعاقب حتى من يحاول الوقوف في صفّ المعلمين.
القمع سلاح الضعفاء!
في ظلّ احتكار حكومة الرزاز وآلتها الإعلامية للصورة، وفي ظل محاولات تضليل النّاس في إطار السعي لحملهم على الإنفضاض من حول النقابة، وفي ظلّ التهديد باستخدام قانون الدفاع لاعتقال المزيد من المعلمين ومن الوطنيين المدافعين عن النقابة، في ظل كل هذا وأكثر، تتراءى لنا صورة اعتصام المعلمين المقموع الشهير في أيلول الماضي، وما أثمر عنه من التفافٍ شعبيٍ ووطنيٍ حول النقابة وإضرابها الذي تلى الاعتصام.
ولكن السلطة غبيةٌ، بل أكثر من ذلك مصابةٌ بجنون العظمة.. هي تظنّ بأنّ هذا القمع الفاشي غير المسبوق، سيؤدي إلى إنهاء ظاهرة “نقابة الشعب”، التي وجد فيها ضالّته أخيرًا، بعد عقودٍ من الايهام بالديموقراطية، التي يستخدمها النظام السياسي الفاسد لجلب التمويل لا أكثر، ولكنّ هذه السلطة لا تتعلّم، وأكثر من ذلك هي غير مهتمةٍ بأيّ كوارث سياسيةٍ أو اجتماعيةٍ، ما دامت ترتكز على نخبةٍ فاسدةٍ منحطةٍ ومرتزقةٍ، تفعل أي شيءٍ للحفاظ على مكتسباتها عبر خدمة أسيادها المستبدين.
أيها الشعب.. دافعوا عن نقابتكم
لماذا هي نقابة الشعب؟ لأنّها ببساطةٍ وعبر نقيبها الراحل طرحت فكرة العداء للتحالف الطبقي الفاسد، ولأنّها مثّلت بخطابها وشعاراتها “نجوع معًا أو نشبع معًا” ضمير الشعب ووعيه الجمعي، الذي ملّ من الخطابات المزيفة للسلطة وأعوانها، ويريد أن يحسّ أخيرًا بانتماء من يمثله له ولواقعه ومعاناته.
هي نقابة الشعب لأنّ قياداتها اليوم ترزح تحت تنكيل التحالف الطبقي الفاسد، وتدفع ضريبة معارضة النهج الفاسد المستبد، الذي لطالما نكّل بمن يحاول الخروج عن طوعه، هي نقابة الشعب لأنّ الشعب في حال خسرها سيعود خطواتٍ عديدةٍ إلى الوراء، تحت سياط التحالف الطبقي الفاسد، الذي سيجعل من البلد وشعبه مطيةً لمطامعه ومصالحه، هي نقابة الشعب لأنّ شعبنا أثبت أنّه مستعدٌ تمامًا للديموقراطية وما تستلزمه، على العكس تمامًا من النظام الحاكم المستبد.