– موقع عدالة وتحرر
تقوم صفقة القرن على عدة أهداف تم تنفيذها أو يجري العمل على تنفيذها، أما باقي الأهداف فإنها أقل حدة حين نقارنها بما سبق الإعلان التاريخي الذي جمع ترامب ونتنياهو. ويمكن الإضاءة عليها كما يلي:
1- تثبيت الوضع القائم ضمن ميزان القوى الفعلي الحالي، وهو ما ترجم بالتالي:
أ- إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني.
ب- ضم الجولان.
ج- ضم المستوطنات بالضفة.
د- ضم غور الأردن.
ولأن النقاط السابقة نفذت على الأرض فعلاً قبل الإعلان عن الصفقة، فإن شرعنتها تعني بأن المفاوضات القادمة لن تتطرق لها أو تسمح بنقاشها، ونقصد المفاوضات العبثية على الطاولة بدون سلاح خلفها، أما التفاوض بالسلاح فلا علاقة له بهذه الخطوط ولا بغيرها.
2- فرض ارتباط عضوي يصعب الفكاك منه بين الكيان الصهيوني وبين دول المنطقة، وبما يتعلق بنا في الأردن فهو يترجم بالمشاريع التالية:
ب- صفقة الغاز مع الكيان (الطاقة).
ج- مشروع ناقل البحرين (المياه).
د- مشاريع بوابة الأردن والميناء البري، إضافة إلى سكة حديد وخط نفط (البنية التحتية والاتصال مع العالم والتجارة).
3- أما باقي ما عرض في السيرك الإعلامي لترامب ونتنياهو فهو يحتاج أولًا لمن يقبل وثانيًا أن يكون من يقبل به قادرًا على تنفيذه وفرضه على شعوب المنطقة وعلى حركات المقاومة، وهذا غير متاح ضمن موزاين القوى الحالية. إن من أهداف هذا السيرك ما يلي:
أ- التشتيت والإلهاء بحيث يصبح هذا السيرك الإعلامي هو الموضوع الذي يدور حوله النقاش: فقبوله ورفضه والتقليل منه أو تهويله، أخذه بجدية أو السخرية منه يخدم هذا الهدف.
ب- يخدم أهداف انتخابية داخليه للرئيس الأمريكي ولرئيس وزراء العدو.
وهنا يغدو الإعلان عن رفض تهجير جديد أو وطن بديل لا قيمة له عمليًا، لأن هذا لن يحدث إلا بالحرب وهذه ساحة المقاومة، سواء ضمن التنظيمات والفصائل الموجودة أو المقاومة الشعبية. ما يمكنك رفضه حقاً هو ما ثبتوه فعلاً من صفقات أسرلة الأردن وربطه بالكيان الصهيوني، وعلى رأسها صفقة الغاز التي ستليها تباعاً باقي الصفقات. ما يمكن مقاومته هو الجيوب الاستيطانية بالضفة وتغيير الأوضاع في القدس. على أية حال “لا خوف ما دمنا ننبض … والأفضلون منا يحملون السلاح”